مرض الثعلبة

بواسطة: - آخر تحديث: 07:39 , 22-01-2018
مرض الثعلبة

مرض الثعلبة
تُعدّ الثعلبة (بالإنجليزية: Alopecea areata) أحد الأمراض الجلدية التي تُصيب بصيلات الشعر في مختلف مناطق الجسم، مما تُسبّب تساقطه وفق أنماط متعددة، ويظهر مرض الثعلبة على شكل بقع صلعاء محددة الشكل في أي منطقة ينمو فيها الشعر من الجسم، وغالباً ما يعود الشعر للنمو في هذه المناطق باستخدام الأدوية أو حتى دون استخدامها أحياناً، وفي الحقيقة يعاني قرابة 0.1-0.2% من سكان العالم من مرض الثعلبة، ويصيب الرجال والنساء على حد سواء، وتتساوى فرص الإصابة بهذا المرض بين الأعراق المختلفة، وقد يصيب مرض الثعلبة الأشخاص في أيّ عمر، إلا أنّ نسبة الإصابة به ترتفع في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15-30 عاماً، ولكن يندر حدوثه في الأطفال دون الثلاثة أعوام، مع مراعاة احتمالية ظهوره كتشوه خلقيّ منذ الولادة.

سبب حدوث الثعلبة
لا يوجد إلى الآن سببٌ جليٌ يفسر حدوث الثعلبة، ولكن يُعتقد أنّ الأمر مرتبطٌ بالمناعة، إذ بيّن بعض العلماء أنّ مرض الثعلبةأحد أمراض المناعة الذاتية لجسم الإنسان بواسطة الخلايا التائية (بالإنجليزية: T-cell-mediated Autoimmune disease)، هذا وقد وُجدت أجسام مضادة تهاجم بصيلات الشعر في المصابين بالثعلبة بأعداد أكبر من تلك الموجودة في الأشخاص غير المصابين، ولعلّ هذا ما يُفسّر وجود أمراض مناعية أخرى عند المصابين بالثعلبة، مثل مرض الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid disease)، والبهاق (بالإنجليزية: Vitiligo)، ومرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes Mellitus)، والتهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، وأمراض الأمعاء الالتهابية (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease)، كما ولوحظ إصابة مرضى الثعلبة بحالات مرضية أخرى مثل التهاب الجلد التماسي (بالإنجليزية: contact dermatitis)، ومرض ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)، وبعض الأمراض العقلية مثل الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression)، ومن الجدير بالذكر أنّ قرابة 15% من مرضى الثعلبة قد أُصيبوا بالثعلبة نتيجة تعرّضهم لبعض العوامل مثل؛ تناول بعض الأدوية، أو الحمل، أو التعرض لضربة ما، أو التعرض لمشكلة حياتية كبيرة، أو الإصابة بمرضٍ سبّب ارتفاع درجة الحرارة.

أعراض مرض الثعلبة
يُعدّ تساقط الشعر أبرز الأعراض التي تظهر على المصابين بالثعلبة، إذ تظهر بقع صلعاء دائرية الشكل في فروة الرأس، وتُغطي كل بقعة مساحة صغيرة لا تتعدى بضعة سنتيمترات، ويُعاني قرابة 80% من مرضى الثعلبة من بقعة واحدة فقط، بينما يعاني حوالي 8% منهم من وجود عدة بقع، وقد يلاحظ المريض وجود كتل من الشعر على الوسادة أو في المرحاض، ويمتاز تساقط الشعر المصاحب لمرض الثعلبة عن غيره من الأمراض التي تسبب مثل هذه الحالة بأنه عشوائي وغير متوقع، وقد ينمو مجدداً في أي وقت، ويختلف مدى تساقط الشعر وعودة نموه من مريض إلى آخر، هذا وقد يعاني البعض من الشعور بالحكة أو الحرقة في المنطقة المصابة، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك أنواع لمرض الثعلبة يحدث فيها فقدٌ كاملٌ لشعر الرأس وتُعرف بالثعلبة الشاملة للرأس (بالإنجليزية: Alopecia totalis)، وكذلك الثعلبة الشاملة للجسم (بالإنجليزية: Alopecia universalis) التي يفقد فيها المصاب شعر الجسم بأكمله. وقد يؤثر مرض الثعلبة في الأظافر كذلك، خصوصاً أظافر اليدَين، وذلك في 7-50% من المرضى، وأكثر الحالات عرضةً لإصابة الأظافر هي الحالات الشديدة والعسيرة من مرض الثعلبة، وتجدر الإشارة إلى أنّ إصابة الأظافر غالباً ما تظهر على شكل تنقرات في الأظافر (بالإنجليزية: Nail pitting)، وقد تظهر حالات أخرى مثل خطوط باو (بالإنجليزية: Beau lines)، وتخدّد الأظافر (بالإنجليزية: Trachyonychia)، وبياض الأظافر (بالإنجليزية: Leukonychia)، وتقعر الأظافر (بالإنجليزية: Koilonychia)، وغيرها.

علاج مرض الثعلبة
يختار بعض المرضى عدم الخضوع لأي علاج وذلك لأنّ الشعر عادة ما يعود للنموّ خلال سنة، وإنّ نموه وتساقطه أمرٌ دوريّ، ولذلك قد يلجأ بعض المرضى لاستخدام وصلات الشعر، أو المستحضرات التجميلية التي من شأنها أن تزيد نموّ الشعر، وقد يستخدم البعض الصبغات التجميلية على فروة الرأس، ولكن يجدر التنبيه إلى ضرورة الحذر عند استخدام الصبغات وبعض المستحضرات؛ إذ من الممكن أن تُسبّب تساقطاً دائماً للشعر، والبعض الآخر من المرضى يُفضّل اللجوء إلى العلاجات الدوائية، ومن العلاجات الطبية المعتمدة ما يلي:

  • الكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroid): يلجأ الأطباء لاستخدام الكورتيكوستيرويدات في علاج الثعلبة إذا كان تأثير الثعلبة يشمل أقل من 50% من الجسم، وذلك على شكل حقنة أدمية (بالإنجليزية: Intradermal injection) تُحقن في فروة الرأس أو الجلد كل 4-6 أسابيع، وهناك أيضاً مراهم الكورتيكوستيرويد الموضعية التي يمكن استخددامها خاصة في الأطفال، وغالباً ما يحتاج العلاج ثلاثة أشهر أو أكثر لملاحظة عودة نمو الشعر، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يُنصح باستخدام الكورتيكوستيرويدات غير الموضعيّة، وذلك نظراً للمضاعفات الجانبية التي قد تُسببها.
  • دواء مينوكسيديل (بالإنجليزية: Minoxidil): ويُعتبر دواء فعالاً في الحالات الشديدة من مرض الثعلبة، أي تلك التي يتجاوز تأثيرها 50% من الجسم، إلا أنّه قليل الفاعلية في حالات الثعلبة الشاملة للرأس والثعلبة الشاملة للجسم، وقد يُستخدم مع الكورتيكوستيرويدات الموضعية في علاج الثعلبة.
  • دواء الأنثرالين (بالإنجليزية: Anthralin): ويتمّ استخدامه على شكل مراهم، إذ يساعد الشعر على النمو مجدداً، إلا أنّ ذلك قد يستغرق قرابة الشهرين أو أكثر.
  • العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy): ويقوم هذا النوع من العلاج على مبدأ تحفيز الجلد والتسبب بإصابته بالتهاب الجلد التماسي التحسسي (بالإنجليزية: Allergic contact dermatitis)، وذلك عبر استخدام مراهم موضعية تحتوي على مواد قوية مثيرة للحساسية، مثل تلك المحتوية على مركب دايفنسايبرون (بالإنجليزية: Diphencyprone).
27956 مشاهدة

مواضيع قد تعجبك


a
Access Keys
1
التصنيفات
2
أحدث المواضيع
3
كورونا
4
اتفاقية الاستخدام
5
سياسة الخصوصية<
6
عن مُفيد