كيفية الوصول إلى مرتبة الإحسان
يمكن الوصول إلى الإحسان من خلال اتّباع ما يلي:
- الاستحياء من الله تعالى؛ ويمكن الاستدلال على ذلك من قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (استحيوا مِنَ اللَّهِ تعالى حقَّ الحياءِ منَ استحيا منَ اللَّه حقَّ الحياءِ فليحفظِ الرَّأسَ وما وعى وليحفظِ البطنَ وما حوَى وليذكرِ الموتَ والبِلَا ومن أرادَ الآخرةَ ترَك زينةَ الحياةِ الدُّنيا فمن فعلَ ذلِك فقدِ استحيا منَ اللَّه حقَّ الحياءِ).
- التقرب إلى الله تعالى من خلال الالتزام بالفرائض، ثم التقرب بالنوافل، فمن اجتهد في هذا قرّبه الله إليه، ورقّاه من مرتبة الإيمان إلى مرتبة الإحسان، وفي الحديث القدسي: ( إنَّ اللهَ قال: مَن عادَى لي وليًّا فقد آذنْتُه بالحَربِ، وما تقرَّبَ إليَّ عَبدِي بشيءٍ أحَبَّ إليَّ ممَّا افترضْتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقَرَّبُ إليَّ بالنَّوافِلِ حتى أحِبَّه، فإذا أحبَبْتُه كنتُ سَمعَه الذي يسمَعُ به، وبصَرَه الذي يُبصِرُ به، ويَدَه التي يبطِشُ بها، ورِجلَه التي يمشي بها، وإن سألَني لأُعطيَنَّه، ولئن استعاذَني لأُعيذَنَّه).
- عبادة الله على أحسن وجه، ومعرفة أنه مطلّع على أعمالنا في سائر الأوقات والأحوال،[٤] ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (الإحسانُ : أنْ تعبدَ اللهَ كأنكَ تراهُ ، فإنْ لم تكنْ تراهُ فإنَّهُ يراكَ).
أنواع الإحسان
يُقسم الإحسان إلى نوعين هما:
- الإحسان في عبادة الله تعالى: ويتمثل في الخوف من الله تعالى، وعبادته، واتّباع أوامره، واجتناب نواهيه.
- الإحسان في القيام بحقوق العباد: ويكون ذلك من خلال بر الوالدين والإحسان إليهما، وصلة الرحم، وإكرام الضيف، ومساعدة الفقير، وغير ذلك من صور التعامل الحسن مع العباد؛ فالله سبحانه وتعالى كتب الإحسان على كل شيء، وفي حديث الرسول الكريم: (إنَّ اللهَ كتَب الإحسانَ على كلِّ شيءٍ فإذا قتَلْتُم فأحسِنوا القِتْلةَ وإذا ذبَحْتُم فأحسِنوا الذَّبْحَ ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه ولْيُرِحْ ذبيحتَه).
مراتب الإحسان
هناك مرتبتان من الإحسان هما:
- المرتبة الأولى؛ وهي عبادة الله وكأن العابد يراه، وتكون العبادة هنا عبادة طلب، ورغبة، ومحبة، وشوق، وهذا الإحسان هو أعلى المراتب.
- المرتبة الثانية؛ وهي عبادة الله على أساس أنه هو الذي يرى عباده، وتكون العبادة هنا عبادة خوف من الله، والهرب من عذابه، وعقابه، والتذلل إليه.
فقه الإحسان
تنبع حكمة الله تعالى من خلق السماوات والأرض، ومن خلق المخلوقات، ومن الحياة والموت من الابتلاء بإحسان العمل، والطريق الذي يقود إلى إحسان العمل يأتي من خلال معرفة خالق السماوات والأرض، ومعرفة أن الله يراقب عباده في جميع أعمالهم؛ فالله عليم بكل شيء، وهو على كل شيء شهيد، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات وفي الأرض، ويدعو أعظم واعظ في القرآن الكريم المسلم إلى إحسان العمل لله، لذلك يجب أن يحسن العبد عمله لربه؛ للفوز برضاه، والنجاة من عقابه، فمن أحسن فإنّ إحسانه لنفسه، ومن أساء فإنّ إساءته تعود عليه
المراجع :
- "الإحسان.. تعريفه.. أنواعه.. طريق استجلابه"، www.fatwa.islamweb.net، 15-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 26-3-2018. بتصرّف.
- رواه االسيوطي ، في الجامع الصغير ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، الصفحة أو الرقم: (967)، صحيح.
- رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم: (6502)، صحيح.
- أبو الحسن هشام المحجوبي ووديع الراضي (27-4-2013)، "الإحسان في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-3-2018. بتصرّف.
- رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 4777 ، صحيح.
- رواه ابن حبان ، في صحيح ابن حبان ، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم: 5883.
- محمد التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 21. بتصرّف.