سورة محمد
تُعتبر سورة محمّد من السّور المدنيّة التي اشتملت على عددٍ من الأحكام الفقهيّة وخاصّةً في مسألة القتال والجهاد مع الأعداء، لذلك سمّيت تلك السّورة بسورة القتال، كما بلغ عدد آياتها ثمانية وثلاثين آية، فما هي أبرز الأمور التي تحدّثت عنها السّورة الكريمة؟
أبرز ما تحدثّت عنه السّورة الكريمة
- يضرب الله سبحانه وتعالى في مستهل السّورة المقارنة ما بين المؤمنين والكافرين؛ فالكافرون يصدّون باستمرار النّاس عن الإيمان بالهدى ويسعون في الأرض فسادًا، فيستحقّون لأجل ذلك ذهاب أعمالهم سدىً وهباءً منثورًا، وانقلاب عاقبة أعمالهم خسرانًا ووبالًا، أمّا المؤمنون الذين آمنوا بالله تعالى وعملوا الصّالحات وآمنوا بما نزّل على سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام كان جزاؤهم تكفير الذّنوب والخطايا، وإبدالهم مقابل إيمانهم راحةً في البال وسكينةً في الصّدر وطمأنينة، فلا يجعل الله تعالى من اتبع الحقّ ولزمه، كما اتبع الباطل والضّلال .
- تتحدّث السّورة الكريمة عن القتال في سبيل الله تعالى، وتؤصّل قواعد شرعيّة في ذلك، فالأصل في قتال الكفّار والمشركين قتلهم وضرب أعناقهم لحرصهم على قتل المؤمنين وسفك دمائهم، ولا تأتي مسألة الأسر إلاّ بعد الإثخان في صفوف الكفّار والمشركين وحملهم على الاستسلام والإذعان للحقّ، وبعد انتهاء المعركة يكون وليّ الأمر بالخيار من أمره فإمّا أن يقتل الأسرى الذين بين يديه، وإمّا أن يمنّ عليهم بأن يفتدي كلّ واحدٍ منهم نفسه، وإمّا أن يسترقّهم، وفق منهجٍ إسلامي وقواعد وضوابط شرعيّة في ذلك .
- تتعرّض الآيات الكريمة في سورة محمّد إلى الحديث عن جنّة النّعيم وكيف يرثها عباد الله الصّالحين المؤمنين جزاءً لهم على حسن عملهم وصبرهم في الدّنيا، أمّا الكفّار فقد شبّه حالهم في الدّنيا كحال الأنعام التي تأكل وترعى وتتمتّع بمتاع الدّنيا الزّائل دون تعقّل أو تدبّر، ثمّ تكون لهم النّار مثوىً في الآخرة .
- تستمر الآيات الكريمة في المقارنة بين جزاء المؤمنين وجزاء الكافرين يوم القيامة، فتصف الجنّة التي وعد المتقون بها بأنّ فيها أنهارٌ من الماء النّقي الصّافي الذي لم يتغيّر طعمه أو رائحته، وكذلك أنهار اللّبن والعسل والخمر، والثّمرات التي لا خطر لها و لا سابق ممّا يشتهي المؤمنون ويتخيّرون، أمّا حال الكفّار في الآخرة فإنّ لهم النّار التي لا يذوقون فيها إلاّ حميمًا يقطّع الأمعاء ومهلٍ يغلي في البطون .
- تتحدث الآيات الكريمة عن صنف المنافقين الذين هم أشد خطرًا على المسلمين من أعدائهم الظّاهرين، وكيف أنّهم يطيعون أعداء الدّين بدلًا من طاعة الله ورسوله .