قوة الشخصية
تأخذ قوة الشخصية حيزاً كبيراً من اهتمام المختصين في مجال علم النفس، كونها من أهم الصفات الفسيولوجية التي يسعى معظم البشر إلى اكتسابها خلال حياتهم، والاستفادة من خصائصها المؤثرة بشكل إيجابي في كافة الأصعدة والميادين الحياتية، حيث تُشكل أحد أهم أنماط الشخصيات الإنسانية المؤثرة بشكلٍ واضح في المجتمعات، ويتصف أصحاب هذه الشخصية بجُملة من الصفات التي تميزهم عن غيرهم على رأسها الثقة العالية بالنفس، والقدرة على التفاعل الإيجابي مع المحيط الخارجي، والتأثير الإيجابي في الغير بصورة تلفت الأنظار وتنال إعجاب الآخرين.
عوامل قوة الشخصية
التربية السليمة
تكون التريبة سليمة عندما تخلو من الضرب، والقمع، والاستبداد، والإهانة، والتحقير، والقائمة على الاحترام، والتفاهم، والمودة، والتي تعتمد على أسلوب الحوار في النقاش، وليس فرض الآراء والمسلمات على الأبناء من قبل الأهل، كما تحرص على عدم التمييز بين الأبناء في التربية، وتحقيق العدالة بينهم في كافة الجوانب التعليمية، والتربوية، والترفيهية، والحياتية.
النجاح
تساهم الإنجازات في كلّ من الصعيد المهني والأكاديمي في زيادة الثقة بالنفس، مما ينعكس بصورة إيجابية على قوة الشخصية.
الثقة بالنفس
تكون بالإيمان بالقدرات والمهارات الداخلية والخارجية، وعدم الاستهانة بالذات، وتجنب مقارنة النفس مع الآخرين، والاعتماد على النفس، وعدم الاتكال على الآخرين في إنجاز وإتمام كافة الأمور والجوانب الحياتية، والأهم أن تكون مؤمنة بالله عز وجل، ومسلمة بقضائه وقدره.
الأعمال التطوعية
إنّ المشاركة في هذه الأعمال الخيرية تزيد احترام الفرد لذاته واحترام الآخرين له، كما تعزز لديه الجانب التعاوني والإيجابي.
المجتمع المحيط
إحاطة النفس بأشخاص أقوياء قادرين على مواجهة كافة المشاكل الحياتية، من منطلق أنّ المشاعر والصفات الإيجابية تنتقل من شخص إلى شخص، وتعد الأقوى من حيث التأثير.
المهارات الذاتية
بالإضافة إلى تطوير القدرات الشخصية، خاصة في مجال الهوايات المفضلة لدى الشخص، حيث يعزز ذلك ثقته بنفسه وحبه لذاته، وبالتالي يزيد قوة الشخصية لديه.
البيئة التعليمية
يركز التعليم الحديث على زرع هذه الصفة في نفوس الطلبة عن طريق احترام قدراتهم وإنسانيتهم من خلال الأساليب المعتمدة في التدريس خاصة في المراحل الدراسية الأولى والمُبكرة، بالإضافة إلى تدريبهم على مواجهة المشاكل وحلها، وتعزيز مهارات المشاركة لديهم، وتشجيعهم على الوقوف أمام الطلبة الآخرين لإلقاء الدروس المختلفة، مما يعزز قوة الشخصية لديهم.
طرق تعزيز قوة الشخصية
- تجنب الماضي ومحاولة نسيان تجاربه الفاشلة تحديداً، وتفادي الشعور بالندم، ومحاولة اكتساب الخبرات والدروس من هذه التجارب فقط.
- الوجود في بيئة مفعمة بالقوة والشغف، والابتعاد عن الأشخاص الانهزاميين، وأصحاب الأفكار السلبية والمحبطة.
- استغلال نقاط القوة وتعزيزها، والانطلاق منها لتحقيق التميز في المجالات المختلفة، وتحديد نقاط الضعف، وإصلاحها وتقويمها.
- مواجهة المشاكل والصعوبات بدلاً من الهرب منها، ومحاولة التوصل إلى أفضل الحلول الممكنة لتفادي لتفاقم المشكلات لاحقاً.